
لغويات الذكاء الصناعي ما بين حقائق العلم والوهم والخطورة وتلك المناظرات الممتدة مع مؤسس علم اللغويات الإدراكية (COGNITIVE LINGUISTICS) الحديث Noam Chomsky… والمؤسس الأول للذكاء الاصطناعي …وماذا نحن فاعلون …؟!
((مع اضافة تحديثية لهذا البوست حول “إدارة التفاوض والمستقبليات في عصر ما بعد الانسانية” ))
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
(ما سيلي هو اشارة موجزة لتفاصيل هذا الموضوع المركب في كتاب قادم لي بإذن الله تعالي وهو الجزء الثاني من “مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي”)
خلاصة الدافع لتفاصيل العنوان لهذا البوست:
أولا: الدافع لدي هو وجود فجوة معرفية كبيرة بخصوص الطبيعة العلمية التفصيلية وبخصوص المناظرة الراهنة اليوم بين المتحمسين والموضوعين والمهووسين بذيوع صيت وسطوة برامج الذكاء الاصطناعي علي غرار برنامج GEMINI – GOOGLE BARD – CHAT GPT وغير ذلك مما ينتج …والمبالغات الشديدة بخصوصه. وهذا قد استدعي العديد من المناظرات حول العالم وحدوث حالة من الاشتباك التناظري الكبير ومن اهم هذه المناظرات اليوم علي الساحة العلمية والمعرفية عبر العالم تمثل بين مؤسس علم اللغويات الحديث من ناحية وهو Chomsky وبين المتحمسين والمهوسين بالصيت الذائع ممن يروجون ال رامج الذكاء الصناعي ووجود حالة من التنافس التجاري الحاد بين ميكروسوفت ومنتجهم علي غرار ChatGPT وجماعة جوجل ومنتجهم GENESIS وغير ذلك … (واخر تطورات هذا الأمر ما انتجته الصين (DEEP SEEK)
وعندما كتب Chomsky مقاله العلمي مؤخرا في النيويورك تايمز بعنوان
“The False Promise of Chat GPT” في 5 مارس 2023 أو”الوعد الزائف لبرامج CHAT GPT”
وهنا اشتعلت المناظرة…حيث يري تشومسكي إن المتحمسين لما اسموه ب LLMS
LARGE LANGUAGE MODELS
أو نماذج اللغة المبنية علي استخدام بيانات فلكية في حجمها وانتاج برامج علي غرار Chat GPT
قد جانبهم انتهاج المنهج العلمي والاخلاقي معا وقد انتهكوا حقوق الملكيات الفكرية وقاموا ببناء نماذجهم علي قشور سطحية من العلم الحقيقي ودون إلمام بالتطورات العلمية وتراكمات ابحاث مجال حيوي هو من اهم اساتذته في العالم ومجال اكتساب اللغة Language Acquisition في سعيهم لجعل الكومبيوتر قادرا علي التفاعل بلغة الانسان NLPانتاجا واستجابة ..
وبالطبع لا ينتقد تشومسكي هذا التوجه العام وتحقيق اهداف موضوعية مفيدة للبشرية فهو أول من افتتح هذا المجال علميا من باب علم اللغويات الحديث الذي يعد هو مؤسسه. ولكن انتقاده يتمثل في ابعاد المخاطر الدفينة لتوجيه هذا المجال سلبيا وهنا نجد امثلة مخيفة علي عدة اصعدة تبتعد عن اخلاقيات العلم وافتقاد مسارات العلم الراسخ مما يجعلهم ينتجون مسخا او خطرا في نهاية سعيهم وتركهم لفكرة التراكم العلمي المنضبط للمجال الرئيسي هنا والذي تم تخطيه حسب تشومسكي وهو المتمثل في دراسات اكتساب اللغة
LANGUAGE ACQUISITION STUDIES
شهادة من المهندسة عالياء عبد اللطيف:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
إن كلام وانتقادات عالم اللغويات تشومسكي دقيق ..ليس فقط بحكم مكانته العلمية الكبيرة ومعقولية ما يطرحه
ولكن الكلام مؤكد بالتجربة العملية هو البرهان الحقيقي في نهاية المطاف وأول من لفت نظري لفكرة تقييم Chat GPT كانت المهندسة علياء عبد اللطيف (ابنة اختي) التي كان لها أول وصول للبرنامج منذ بداية بثه المحدود ولم يكن ذلك متاحا في ذلك الوقت بمصر واكدت علي وجود نوعين من الأمثلة
النوع الأول: …………………………………….
امثلة تعرض قدرة البرنامج علي التوليف السريع لانقضاضه علي كم كبير من المعلومات بالكتب والمقالات والصفحات الاليكترونية اي معلومات من هنا وهناك دون اي احترام للملكية الفكرية التي صدرت بها قوانين دولية ومعاهدات ..وهذه النوعية من الامثلة قد تبهر أوليا “أصحاب الانبهار” من محدودي القدرة علي التحليل والتفكير النقدي ولكنها تشفي الوصول الي استجابات لبعض اسئلتهم المستعجلة او “لبحث حيضربوه”
وقد تاكد لي ذلك ولآخرين وبوضوح اليوم …
والنوع الثاني من الامثلة :……………………
هو امثلة”عك وهلوسة برنامج” واخطاء معلوماتية ومعرفية كثيرة “
اذن لقد اكدت تجربة التعامل مع هذه البرامج ما قد ذهب اليه تشومسكي وآخرون و يتأكد بالتجربة من قبل كثي من الممارسين يتأكد لنا من الاستخدامات ووجود حالات كثيرة لايستهان بها من هلاوس وضلالات ال Chat GPT
وغيره من البرامج المماثلة
اما في الحالات الجيدة او المبهرة للبعض فنجدها ذات انتهاك لحقوق الملكية الفكرية وحافز للغش الاليكتروني وقتل للابداع والاتكال المخيف علي هذه البرامج اذا ترك العنان علي مصراعيه دون تشريعات وتنظيم كما اشرنا ..
وفي خضم حالة التنافس التجاري البحت … قام المتناظرون المتحمسون لبرامج الذكاء الاصطناعي بالهجوم العشوائي علي نظريات تشومسكي التأسيسية والتي اسست للتحليل الحديث لمفاهيم عديدة ولها تفاصيلها ولمجال الذكاء الصناعي ذاته وفيما يختص بكيفية اكتساب اللغة Language Acquisition خاصة وما اسماه تشومسكي بمجال اللغويات البيولوجية BIOLINGUISTICS كما في كتابه الهام LANGUAGE AND MIND والذي ترجمه الزميل الراحل الاستاذ الدكتور عبد الرحيم جبر بكلية اللغات والترجمة رحمه الله رحمة واسعة- ..
ثانيا:الدافع الثاني لي في الخوض التفصيلي في هذا الموضوع هو اهتمامي البالغ به منذ أن كنت مبعوثا لدراسات الماجستير والدكتوراة وبعد ذلك وقد لاحظت من خلال ماكتب عن المناظرة الراهنة هو تكرارية هذه المناظرة واتذكر هنا أنه وبعد حصولي علي الماجستير من جامعة تكساس MAفي مجال اكتساب اللغة واللغويات التطبيقية إلا انني وجدت عند ذهابي لدراسة الدكتوراة من جامعة جورجتاون برنامجا اخرا للماجستير وتسميه الجامعة بماجستير علوم M.S ووجدته برنامجا متميزا عن علوم اللغويات النظرية والتكاملية الحديثة ليغطي مايسمي ب اللغويات الادراكية Cognitive linguistics وبرمجيات اللغة او اللغويات الحاسوبية computational linguistics وغير ذلك من علوم لغوية نظرية وتكاملية وكان لي اهتمام خاص
باللغويات السياسية POLITICSL LINGUISTICS وكذلك Media linguistics حيث قمت بتحليل استخدمات الافعال الوسيطة كما في بيانات برنامج ABC NEWS NIGHT LINE الشهير. من منظور علم المعاني التوليدية Generative Sematics
وأعود هنا وأقول أن بيانات المناظرة التي كانت قائمة حينذاك وعلي أشدها بين تشومسكي ومنتقديه كثيفة وذات اهمية لنمو المجال كله … وكان لي لقاءات مع تشومسكي في امريكا وعند قدومه لجامعة جورجتاون لمحاضرة ولقاءات اخري في القاهرة بالجامعة الامريكية وحوار مسجل معه حينذاك ولم يفرغ كله وسأسعى لذلك وحوار اخر في كلية الاقتصاد والعلوم السياسيةعند زيارته لمصر وبعد ذلك في زيارة اخري للقاهرة ومحاضرة في قاعة ايورت بالجامعة الامريكية التي امتلئت ووضعت الشاشات الكبيرة خارج الجامعة للاستماع له..
كما كان لي اهتمام أن التقي مع منتقدي نظرياته من داخل علم اللغويات وفي عملهم معه في ال MIT (معهد التكنولوجيا الشهير بأمريكا حينذاك من أمثال James McCwley and John Robert Ross
وكان لي الحظ الطيب أن يأتوا الي جامعة جورجتاون وان امضي معهما البرنامج الصيفي في الثمانينات لجامعة جورجتاون والذي كان يتضمن عقد مؤتمر دولي كبير GU ROUND TABLE وقد حضره عدد من الزملاء جاءوا من مصر للاشتراك فيه وكان لي ان ادعو كل من prof James McCwley و prof John Robert Ross وكان عندي حماس وشغف كبيرين لمعرفة لماذا ينتقدون نظريات تشومسكي ومن هنا كانت اللقاءات معهما وحضور كورس لروبرت روس في ذلك الصيف العلمي الجميل ومن هنا دعوتهما ود. Mark Clarke المتخصص في اللغويات الادراكية الي منزلي حينذاك بفرجينيا والقريب من الجامعة وبحضور الزملاء من مصر والبرازيل وامريكا ..
الخلاصة انني عشت التفاصيل العلمية الدقيقة والمناظرات في ذلك السياق في بداياته خاصة ان موضوع تحويل لغات الكومبيوتر الي لغة انسانية نتحدث بها ..كالتي تحدث اليوم كان هو الجوهر الذي تكررت حوله المناظرة اليوم وكان رد الاستاذ الكبير تشومسكي علي اعتراضات روس وماكولي المقنعة وغيرهما في ذلك الوقت من السبعينات والثمانينات وكانت اكثر اقناعا واليوم ورغم بلوغه من العمر ما يتخطي التسعين عاما الا ان ردChomsky عام 2023 ( وقبل ان يصمت اليوم تماما)كان قويا ومقنعا للغاية ولكن اعتراضات المتحمسين والمهوسين والمتاجرين بالذكاء الصناعي اليوم لا ترقي لاعتراضات James McCwaley و John Robert Ross التي كانت علمية ولها وجاهتها ولكن ما يقوله المتحمسون والمهوسون والمتاجرون بالذكاء الاصطناعي لايوفي ولا يقنع المتخصص ويقترب في سياقات بعينها من السخافة علي حد تعبير تشومسكي كما يتسم هجومهم بما يشبه العلم Pseudo Science وبالبعد عن حقائق العلم الراسخ ويقترب الي مناطق التسويق وهدم كثير من اسس التعليم والممارسات السليمة ويقنن الغش وانتهاك حقوق الملكية الفكرية
ولنا في مصر ان نتخذ موقفا و أن يكون لنا موقفا توعوي وسياسات وتشريعات من لستخدامات هذه البرامج
أو موقف تتحرك معه الدولة بإجراءات تنظيمية كما حدث في ايطاليا من وجود MORATORIUM
أو مذكرة توقيف او تعليق ومنع استخدام وتقنين لاستخدامات هذه البرنامج وما يماثله … والامر متروك لمناقشة مجتمعية وعلمية وانتظر من المعنين من الأصدقاء ابداء الرأي فيما علينا أن نفعله من جانبنا .
:::؛::::::::::::::::::::::::::::::::::::::؛؛:::
……………….إضافة …………….،…..
أردت العودة لهذا البوست لكي اضيف اليه ما سأتناوله في لقاء الدعوة الكريمة بالمجلس الاعلي للشئون الاسلامية في فاعليات معرض القاهرة للكتاب بعنوان :
“إدارة التفاوض والمستقبليات في عصر ما بعد الانسانية”
TRANSHUMANISM
ومحاور اللقاء -بإذن الله-ستكون كما يلي:
1—-ماذا عن منظومة “ثقافة التفاوض الايجابي” تقنيا وقيميا ؟
2—وماذا عن ثقافة وعلم “المستقبليات” وموقعه في التكامل مع منظومة ثقافة التفاوض الايجابي؟
3——وماذا عن المنظور الاسلامي لكليهما والذي لاينفصل عن العلم وفقه النوازل الدولية ..؟!
4–وماذا عن مفهوم “عصر ما بعد الانسانية” من حيث الايجابيات المتصورة والمخاطر الكبري في طياته؟! وهل سيكون في ذلك إضافة للإنسانية أم سيكون وبالا علي القيم الدينية والمجتمعية والانسانية بصفة عامة؟
5———وماذا تفعل دول العالم وهي تستشرف المستقبل في هذا السياق وتتدخل بما نسميه في مجال المستقبليات “بالسيناريوهات التدخلية”
INTERVENTIONIST SCENARIOS “
والامثلة في التشريعات والسياسات ؟
6–وماذا عن طبيعة التفاوض الجماعي المطلوب COLLECTIVE NEGOTIATION وطبيعة المناظرة المر جوة في هذا السياق؟
والله ولي التوفيق وهو وحده المعين المستعان